أنا أضحك الآن وأنا أكتب هذا العنوان لأن هذه الجملة نوع ما (ذبة) نقولها أنا وأخواتي عندما يكون الغرض السخرية ممن ينكرونها
آسفة تقدرو ا تكملو القراءة بدون ما تزعلو إذا كنتم معارضين للطاقة
لست هنا بصدد إقناع أي أحد بجدوى هذه العلوم إن صحت تسميتها بذلك وانما اريد فقط أن احكي قصتي معها منذ القدم
قبل هذا كانت لدي قدرة على التنبؤ بسلوكيات الناس من حولي بناء على أنهم يكررون تصرفاتهم بشكل تلقائي دون إدراك،
لكني في كثير من الأحيان انتظر الى ان يقوموا بالفعل بإثبات ذلك على أرض الواقع رغم توقعي المسبق لما سيحدث وهذا جعلني أحب قراءة الكتب التي تتحدث عن الأنماط المختلفة للبشر ومن بينها كتب البرمجة اللغوية العصبية على أن المصطلح قديم جدا وهو الان قد اختفى تماما إلا أنه في وقت ما كان الأعلى في البحث ،
كنت أيضا مشاركة في رسائل بريدية عبر الإيميل لمتحدث أمريكي ومدرب في هذا المجال والحقيقة أنني بلغتي الانجليزية البسيطة في ذلك الوقت كنت أعاني في محاولة فهمه
تمنيت وقتها أن يكون هناك معلمين ومدربين عرب يتحدثون في نفس الموضوع ، كانوا موجدين لكني لم أكن أعرفهم وقتها.
في أحد الايام وصلتني رسالته ينصح بالبحث أكثر في ما يسمى بقانون الجذب ، أذكر حتى الآن كيف كانت الرسالة بدون تفاصيل فسرت ذلك لاحقا بكون الأفكار المطروحة عن الجذب وغيره لم يكن لها رواجا وقتها وكانت تعتبر غريبة وخيالية ومرفوضة عند الاغلب سواء عندنا أو حتى في العالم الغربي لكني ولحسن الحظ ولنعمة الله علي لا أؤمن كثيرا بالعقل والمنطق واترك مساحة واسعة للسؤال ماذا لو ؟ وأنصحك إذا كنت عقلاني ومنطقي جدا ان تتوقف قراءة الموضوع هذا فهو لن ينال استحسانك، مقدما.
بالصدفة البحتة إن سلمنا بفكرة الصدفة عرضت علي صديقة في السنة الثانية من الجامعة ان اعطيها مجموعتي من كتب البرمجة اللغوية وبالمقابل ستعطيني نسختها من فيلم السر والذي يتحدث عن قانون الجذب كان هذا في سنة 2008 جلست انا واثنتين من اخواتي نتابع الفلم ولكن طوال المشاهدة كنت أتساءل هل فعلا يعنون ما يقولون هل فعلا الأمور بهذه البساطة،
و كمعظم الرافضين للفكرة برز في عقلي التساؤل القائل بأنه لو كانت الأمور تجري بهذه البساطة إذا لسلك الناس هذا الطريق، لكن ببساطة الطرق السهلة والسريعة والاكيدة لا يعلمها معظم الناس ، أؤمن بأن الناس كأبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة وعلى هذا الاساس تجدني اعتقد ان هذه العلوم لازلت بخير طالما المؤمنون بها ليسوا الاغلبية.
انا مرتاحة تماما مع هذه الفكرة لذلك إن كان عقلك لم يقودك إليها من تلقاء نفسه فليس لدي أي رغبة في إقناعك بشيء ولو كنت من اعز اهلي واصدقائي اؤمن أيضًا بوجوب عدم تدخلي في معتقدات أحد او نصحه بل حتى في حال طلب نصيحتي فأنا أعطيه الرأي المتسق مسبقا مع معتقداته ،
وبهذا الخصوص اذكر انها كانت مرة واحدة التي كسرت فيها هذه القاعدة حين كانت صديقتي التي اصبحت مقربة فيما بعد تعاني من نوبات الهلع والخوف من الموت بشكل مفرط مما جعلها تضرب عن الأكل باستثناء الماء خوفا من أن تأكل شيء يصيبها بالمرض وبالتالي الوفاة لا قدر الله،
الخوف كالعادة غير منطقي وغير مبرر هو فقط يقلب حياتك إلى جحيم بدون تبريرات. فهمت جزء من حالتها قبل أن تتكلم فقد لاحظت قبل ذلك ان لديها استعداد نفسي للفوبيا ،
وبمجرد النظر الى وجهها الشاحب وحين أخطأت وسألتها :
فانفجرت غاضبة لأنها اعتبرت ان صفار الوجه علامة تسبق الموت وبدأت تحكي جزء من القصة. لماذا أذكر هذا الآن ؟ لان احد اهم قوانين عالمنا هو قانون الانعكاس قانون السبب والنتيجةعرفت وقتها لماذا وضعني الله في طريقها فأنا أؤمن بالعكس تمامًا ، الموت في اعتقادي اختيار مهما بدا لك غير ذلك لن أشرح كامل رأي في الموضوع الآن لكن جزء من هذه الفكرة هو ما تحتاجه صديقتي لتستعيد توازنها
لم أحدثها بشكل مباشر وأنا الحالة التي تصيبها تعرف بنوبات الهلع وهي شائعة نوع ما لأنها سوف تصر أنها مرض ومرض خطير لم يكتشفه الأطباء بعد لكن فقط في البداية أرسلت لها فيديو على اليوتيوب لامرأة في وقت نوبة الهلع وكان المتحدث يشرح طريقة التعامل مع المصاب قالت
:اوف يعني مو بس انا
سألتها متصنعة الدهشة :
هل سبق جاتك دي الحالة
فأسرعت نشرح انها لم تأكل منذ ستة أيام ولم تشرب سوا الماءقلت:
غضبت مرة أخرى لكني لم أنقشها كثيرا في صحة الأمر من خطأه لكن ارسلت لها فيديو آخر يتحدث عن الخوف وارتباطه بنوبات الهلع كان الشرح بشكل مبسط جدا ويتناسب مع مرحلتها كونها لن تتقبل وقتها الخوض العميق في أحاديث عن الوجود والموت والحياة .
وتابعت هي طريقها في البحث والتعلم والتغير مع اني في الحقيقة لم اتوقع انها من الممكن أن تقتنع وتصبح أقوى وتتغير. فأغلب البشر حين يجدون حلولا سهلة يستصغيرونها إذ ليس من المعقول كما يعتقدون أن يكون حل تلك المشكلة الضخمة بهذه الحلول البسيطة جدا وبالمناسبة هذه الفكرة هي ما يسبب رفض الناس لهذه العلوم والمفاهيم،فمعظمهم يؤمنون بصعوبة الحياة والجهد الأكبر والكثير من هذا القبيل فان تاتي انت بعد كل هذا وتخبرهم أن الحياة أبسط بكثر من كل هذا التعقيد فأنت هنا تنسف معتقداً أساسياً وجوهريًا بالنسبة لهم،
وبعضهم أيضًا يرون في الحزن والدراما عمق واحساس وشعور.
تربوا وتعلموا طوال حياتهم ان الحياة صعبة وأن الدنيا دار بلاء و كدح وتعب بالاضافة الى كم هائل من الموروث الثقافي والديني الذي تراكم في عقولهم على مدى سنوات ،
فإذن ليس من حقك بكل بساطة ان تاتي الان وتنسف كل هذا الموروث، سيهاجمونك ويسخرون من مخفة عقلك وتفاهتهالسبب الآخر هو التفكير العلمي الذي يبحث عن الدلائل والمنطقية والذي لا يؤمن إلا بالمحسوسات التي يمكن له قياسها لهذا لم ولن أسعى يوما لتصحيح فكرة أحد عن معتقداتي وطريقة تفكيري، او تغير فكرته عن موضوع ما في هي حياتهم في النهاية والنتائج دائما هي الحاكم، عموما مرت على قصة صديقتي تلك عشر سنوات وهي الآن بصحة جيدة، وأم رائعة.